قمة لا تحتمل فقدان النقاط بين بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان
لا يوجد مجال أمام بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان، لفقدان المزيد من النقاط، عندما يلتقيان مساء اليوم على أرض الأول، ضمن الجولة الخامسة بالدور الأول من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
ويحتل بايرن ميونيخ المركز السابع عشر في جدول الترتيب، بعدما حصد ست نقاط فقط في أول أربع مباريات خلال هذه النسخة، في المقابل فإن سان جيرمان حصد أربع نقاط فقط من أول أربع مباريات ويتواجد في المركز الخامس والعشرين.
ويدخل بايرن ميونيخ المباراة بعدما حقق ستة انتصارات متتالية في جميع البطولات، في رد فعل قوي للفريق الذي يدربه فنسان كومباني بعد الخسارة 1-4 أمام برشلونة يوم 23 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وستكون معنويات بايرن مرتفعة بعدما حقق الفوز في آخر مبارياته على أوجسبورج بثلاثية نظيفة يوم الجمعة، وتصدره للدوري الألماني "بوندسليجا" بفارق ست نقاط عن أقرب ملاحقيه، حيث يسعى الفريق لاستعادة اللقب الذي فقده في الموسم الماضي.
وحقق بايرن نتائج رائعة في الدوري الألماني، فلم يخسر في أي لقاء، وحقق تسعة انتصارات وتعادلين في 11 مباراة خاضها حتى الآن، ولكن الفريق يعاني في دوري الأبطال حيث تلقى هزيمتين أمام أستون فيلا وبرشلونة.
واستعاد الفريق توازنه في دوري الأبطال بعدما تغلب على بنفيكا بهدف نظيف في آخر مبارياته بالبطولة، ومع ذلك يتعين على الفريق أن يقديم عرضا قويا عندما يواجه باريس سان جيرمان على أرضه ووسط جماهيره.
ويملك بايرن رقما إيجابيا أمام الفرق الفرنسية التي تزور ملعبه، حيث خاض 18 مباراة أمام فرق فرنسية على أرضه، واستطاع الفوز في 12 مباراة.
وحقق بايرن 12 انتصارا في آخر 14 مباراة جمعته بفريق فرنسي، كما فاز الفريق في 22 مباراة من آخر 27 مباراة خاضها الفريق على أرضه بدوري أبطال أوروبا، وكانت آخر مباراة خسرها بايرن على أرضه في دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان بدور الثمانية من نسخة 2020-2021.
في المقابل، خسر باريس سان جيرمان في مباراتي دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا في نسخة 2022-2023 أمام بايرن، كما أن الفريق خسر بهدف نظيف في نهائي البطولة القارية في 2020.
ولكن سان جيرمان يدخل اللقاء بقيادة مدربه الإسباني لويس إنريكي، بعدما حقق الفوز على تولوز بثلاثية نظيفة يوم الجمعة، حيث حصد الفريق نقطته رقم 32 من 12 مباراة خاضها الفريق بالدوري، ليواصل اعتلاءه صدارة الترتيب، بفارق ست نقاط عن أقرب ملاحقيه.
ويسعى سان جيرمان خلال هذه المباراة لاستعادة توازنه في البطولة الأوروبية بعدما خسر آخر مباراة خاضها أمام أتلتيكو مدريد 1-2 بداية الشهر الحالي، كما خسر الفريق أمام آرسنال وتعادل مع أيندهوفن في هذه النسخة من البطولة.
ويقبع سان جيرمان في المركز الـ25 بعد حصده لأربع نقاط من أربع مباريات، كما أن الفريق يعاني هجوميا حيث لم يسجل سوى ثلاثة أهداف فقط.
وحقق سان جيرمان انتصارا وحيدا فقط في آخر سبع مواجهات زار فيها فرقا ألمانية، بينما خسر ثماني مرات في 15 مباراة خاضها أمام الفرق الألمانية، كما حقق سان جيرمان 15 انتصارا فقط من آخر 37 مباراة أوروبية، علما بأنه خسر في 14 مباراة.
معاناة بايرن تبدو بعيدة كل البعد عن أدائه في مرحلة المجموعات للنظام السابق، حيث اختتم أبطال أوروبا ست مرات هذه المرحلة برقم قياسي من 40 مباراة بدون خسارة، محققين 36 فوزا وأربعة تعادلات.
كانت آخر خسارة لهم في مرحلة المجموعات السابقة العام 2017 أمام سان جيرمان بالذات بثلاثة أهداف نظيفة.
وعلى الرغم من الإخفاق القاري هذا الموسم، فإن الفريق الذي يقوده المدرب البلجيكي فنسان كومباني يقدم أداء كبيرا، باستثناء خسارتين قاريا، إذ يواصل الفريق البافاري سلسلة اللاهزيمة محليا.
لكن كومباني الذي يُعد عمره التدريبي قصيرا، يحتاج إلى تصحيح المسار قاريا، فالإقصاء من دور المجموعات يُعد احتمالا لا يمكن تصوره وقد تكون له عواقب حقيقية على البلجيكي.
ضمن صفوفه، يعرف المخضرم توماس مولر أن سان جيرمان الذي ما يزال لديه مواجهة أمام مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي أربع مرات متتالية، سيكون حريصا على تعويض البداية المخيبة في أوروبا.
وقال لقناة "بي آر 24" السبت "مركز باريس في الترتيب لا يعكس أدائهم. إنهم فريق رائع بلاعبين فرديين مذهلين. هناك الكثير على المحك. أنا سعيد بأن المباراة ستكون على أرضنا".
خسارة سان جيرمان أمام بايرن في نهائي 2020، عندما سجل كينجسلي كومان الذي تخرج من أكاديمية النادي الباريسي، هدف الفوز، تبقى الأقرب لتحقيق النادي الفرنسي لمجد دوري الأبطال المنتظر منذ استلام الإدارة القطرية.
معا، فاز بايرن وسان جيرمان بـ21 من آخر 24 لقبا متاحا في الدوريين الألماني والفرنسي، وأصبحا معتادين على مواجهة بعضهما البعض في أوروبا.
وستكون هذه المرة الرابعة خلال ستة مواسم التي يلتقي فيها الفريقان. فاز بايرن في أربع من آخر خمس مواجهات، لكن سان جيرمان أقصاه في ربع نهائي الموسم 2020-2021.
وقال الرئيس التنفيذي لبايرن يان كريستيان دريسن في وقت سابق من هذا العام بعد سحب القرعة "في دوري الأبطال، تشعر وكأننا زوجان".
ويأمل المهاجمون السريعون لفريق العاصمة في إزعاج دفاع بايرن الذي يفتقد لاعبي خط الوسط الدفاعيين ألكسندر بافلوفيتش والبرتغالي جواو بالينيا.
وسيكون المدافع الدولي ضمن صفوف بايرن دايو أوباميكانو في وضع أفضل من غيره لمعرفة ما يمكن توقعه من زملائه في المنتخب الفرنسي عثمان ديمبيلي وبرادلي باركولا.
وقال لبرنامج "تيليفوت" أول من أمس "إنها مباراة مهمة بالنسبة لنا. إذا نظرت إلى الترتيب، فالوضع ليس جيدا. نحن لسنا حيث نريد أن نكون".
وفي ذات اليوم أيضا، يلتقي فريق إنتر ميلان الإيطالي مع لايبزج الألماني، في مباراة يسعى من خلالها إنتر ميلان لانتزاع صدارة جدول الترتيب، ولو بشكل مؤقت، فيما يسعى لايبزج لحصد أول نقاطه في المسابقة لإحياء فرصه في التأهل للأدوار الاقصائية بشكل مباشر أو على الأقل التواجد في المراكز التي يخوض صاحبها ملحق التأهل لدور الـ16.
ويتواجد إنتر ميلان في المركز الخامس برصيد عشر نقاط، بفارق الأهداف خلف سبورتنج لشبونة البرتغالي وموناكو وبريست الفرنسيين، فيما يقبع لايبزج في المركز الـ32 بلا رصيد.
ويواجه بريست تحديا كبيرا عندما يحل ضيفا على برشلونة الإسباني، في محاولة للحفاظ على سجله خاليا من الهزائم والاستمرار في التواجد في المراكز الأربعة الأولى بجدول الترتيب.
في الوقت نفسه، سيسعى فريق برشلونة لاستغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق الفوز من أجل الدخول في المربع الذهبي.
ويتواجد بريست في المركز الرابع برصيد عشر نقاط، فيما يحتل برشلونة المركز السادس برصيد تسع نقاط.
ويلتقي سبورتيج لشبونة البرتغالي مع فريق أرسنال الإنجليزي في مباراة صعبة للغاية.
وستكون هذه هي أول مباراة للشبونة في البطولة الأوروبية بعد رحيل روبن أموريم لتدريب فريق مانشستر يونايتد، والذي أنهى مبارياته الأوروبية مع الفريق بتحقيق الفوز على مانشستر سيتي 4-1.
في المقابل يتطلع أرسنال لاستعادة توازنه في المسابقة بعدما خسر في آخر مباراة له بالبطولة أمام إنتر ميلان بهدف نظيف.
ويتواجد أرسنال في المركز الثاني عشر برصيد سبع نقاط، فيما يتواجد لشبونة في المركز الثاني برصيد 10 نقاط.
ويتطلع فريق مانشستر سيتي لإنهاء سلسلة الهزائم التي وصلت لخمس مباريات متتالية في كل البطولات، عندما يستضيف فريق فينورد الهولندي.
ويأمل مانشستر سيتي في تحقيق الفوز بهذه المباراة من أجل رفع المعنويات واستعادة الثقة الغائبة، وأيضا الاقتراب خطوة من احتلال أحد المراكز المؤهلة مباشرة لدور الـ16 بدوري الأبطال، حيث يتواجد الفريق حاليا في المركز العاشر برصيد سبع نقاط بفارق نقطتين خلف أستون فيلا، صاحب المركز الثامن آخر المراكز المؤهلة مباشرة لدور الـ16.
في المقابل يسعى فريق فينورد لمضاعفة جراح مانشستر سيتي وتحقيق الفوز بهذه المباراة من أجل التقدم خطوة في جدول الترتيب والحافظ على تواجده في المراكز التي يخوض صاحبها ملحق الصعود لدور الـ16، حيث يتواجد في المركز الرابع والعشرين، آخر المراكز التي يخوض صاحبها الملحق برصيد خمس نقاط.
ويبحث المدرب الإسباني الفذ بيب جوارديولا عن أجوبة ضمن مسعاه لانتشال فريقه مانشستر سيتي.
ويمر سيتي بأسوأ فترة له بقيادة جوارديولا، إذ يدخل مباراته وفينورد على خلفية خمس هزائم متتالية في جميع المسابقات، في سيناريو لم يحصل لأي فريق متوج بلقب الدوري الإنجليزي منذ تشلسي في آذار (مارس) 1956.
وهذه المرة الأولى التي يخسر فيها جوارديولا شخصيا هذا الكم من المباريات المتتالية خلال مسيرته التدريبية، إن كان مع برشلونة الإسباني أو بايرن ميونيخ الألماني أو سيتي.
وبعدما سقط فريقه على أرض سبورتنج البرتغالي 1-4 في الجولة الماضية من المسابقة القارية، لم يتخيل جمهور سيتي أنه سيختبر شيئا أسوأ من ذلك خلال استضافة توتنهام السبت في المرحلة الثانية عشرة من الدوري، لكن المهزلة وقعت بسقوط رجال جوارديولا برباعية نظيفة.
ووضع توتنهام حدا لسلسلة من 52 مباراة متتالية لسيتي بلا هزيمة على أرضه بعد أيام معدودة على تمديد غوارديولا لعقده حتى 2027، ملحقا به الهزيمة الأولى على "ستاد الاتحاد" منذ 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2022 أمام برنتفورد (1-2) ضمن الدوري.
كما كانت الهزيمة الثانية لسيتي أمام توتنهام في غضون أسابيع معدودة بعدما أسقطه في لندن الشهر الماضي 1-2 في كأس الرابطة، ما جعله متخلفا في ترتيب الدوري الممتاز بفارق ثماني نقاط عن ليفربول المتصدر.
وبعدما دخل التاريخ كأول فريق يحرز لقب الدوري الممتاز أربع مرات متتالية، يبدو أن سيتي دخل في دوامة كان جوارديولا يتوقعها وفق ما أفاد بالقول "خلال الأعوام الثمانية التي أمضيتها هنا، كنت أعلم أننا سنشهد هبوطا عاجلا أم آجلا".
وتابع: "بالطبع لم نتوقع أبدا أن نخسر ثلاث مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز. كنا نتوقع دائما الخسارة، لكننا كنا ثابتين بشكل لا يصدق، ومع ذلك، لا يمكننا أن ننكر حقيقة أن هذا يحدث في كرة القدم وأحيانا في الحياة يكون الأمر كذلك".
وأقر: "لسنا معتادين على خسارة مباريات عديدة على التوالي ولكن هذا يحدث، علينا أن نفعل ما بوسعنا من أجل التغيير وخاصة في المواجهة المقبلة"، معتبرا أن "الواقع الذي عشناه لمدة ثمانية أعوام هو الاستثناء".
وشدد: "في نهاية اليوم، أود أن أقول إن ما فعلناه لسنوات عديدة هنا كان جيدا، إنها طريقتي، الطريقة التي أحب اللعب بها، لكن الآن نمر بفترة لا يمكنك الهروب منها. عليك أن تواجه الأمر وتركز على المباراة التالية".
ما يزال هناك متسع من الوقت أمام رجال جوارديولا لوقف النزيف هذا الموسم، لكن هناك تساؤلات جدية حول ما إذا كان الفريق يملك الأفراد أو القدرة البدنية للقيام بذلك بعد سنوات من القتال على كافة الجبهات وحتى الرمق الأخير.
قبل انطلاق المباراة ضد توتنهام، كرم سيتي لاعب وسطه الإسباني رودري الذي تواجد في "ستاد الاتحاد" لأول مرة منذ حصوله على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.
وبمجرد بدء المباراة، تبين لسيتي حقا مدى أهمية رودري في نجاحه خلال الأعوام الماضية، إذ إن جوارديولا يفتقد خدمات مواطنه حتى نهاية الموسم نتيجة تعرضه لإصابة في الركبة في التعادل أمام أرسنال 2-2 في أيلول (سبتمبر) في ضربة قوية لطموحات سيتي في الاحتفاظ باللقب.
منذ بداية الموسم الماضي، خسر سيتي مرة واحدة في 53 مباراة مع رودري وتسع في 25 مباراة من دونه.
عاد البلجيكي كيفن دي بروين من فترة غياب لشهرين بسبب الإصابة، وذلك بمشاركته في القسم الأخير من المباراة مع توتنهام، لكن هذه العودة لا يعول عليها كثيرا لأن غياب ابن الـ33 عاما بات شيئا متكررا بسبب مشاكل اللياقة البدنية.
والسرعة التي جعلت القائد كايل ووكر بين أفضل اللاعبين الذين شغلوا مركز الظهير الأيسر في تاريخ الدوري الممتاز بدأت تتلاشى الآن، وأبرز دليل ما قام به الألماني تيمو فيرنر ضده خلال صناعته الهدف الرابع الذي سجله برينان جونسون لتوتنهام.
ويبدو أن قرار بيع الأرجنتيني جوليان ألفاريز لأتلتيكو مدريد الإسباني مقابل 82 مليون جنيه إسترليني (103 ملايين دولار) وعدم استبداله كان خاطئا تماما، إذ لا يوجد الكثير من المساندة الهجومية للنرويجي إيرلينج هالاند الذي حمل العبء بتسجيله 15 هدفا، في حين لم يسجل أي من زملائه أكثر من ثلاثة أهداف.
ورأى قائد مانشستر يونايتد السابق والمحلل جاري نيفيل "هذا الفريق في سيتي في حالة تراجع حاليا. يبدو الأمر جنونيا، عندما تفكر في ما حققوه. (الآن يبدو) من السهل اللعب ضدهم وتشعر الفرق الأخرى بالشجاعة عندما تلعب ضدهم. نقاط الضعف واضحة للجميع".
قد يكون الأمر أسوأ عندما يسافر سيتي إلى "أنفيلد" الأحد من أجل مواجهة ليفربول في المرحلة الثالثة عشرة من الدوري، ليس لأن "الحمر" يقدمون مستويات رائعة وحسب بل لأن الفريق الأزرق لم يفز في ملعب منافسه منذ مايو (مايو) 2003 (2-1) وخسارة رابعة تواليا في الدوري ستجعله متخلفا بفارق 11 نقطة عن فريق المدرب الهولندي أرني سلوت.
وأقر جوارديولا بأن هذا الفارق سيكون كبيرا جدا ولا يمكن تعويضه، لكن أولويته المباشرة هي إيقاف التدهور حين يحل فينورد ضيفا على فريقه اليوم، باحثا عن انتصاره الثالث ونقطته العاشرة، وبالتالي تحسين مركزه العاشر وتقليص فارق الست نقاط الذي يفصله عن ليفربول بالذات كون الأخير يتصدر بالعلامة الكاملة.
وفي بقية المباريات التي تقام يوم الثلاثاء، يلتقي سبارتا براج التشيكي مع أتلتيكو مدريد الإسباني، وسلوفان براتيسلافا السلوفاكي مع ميلان الإيطالي، وباير ليفركوزن الألماني مع ريد بول سالزبورج النمساوي، ويانج بويز السويسري مع أتالانتا الإيطالي.
-(وكالات)